تعريف تجلط الدم:
هي عملية تحول الدم من الحالة السائلة له إلى تجمعات دموية متماسكة. ويحدث تجلط الدم في أماكن مختلفة في الجسم مثل شرايين القلب والأرجل وبسبب عوامل مختلفة.
وبما أن المحافظة على سيولة الدم ضرورية لقيامه بوظائفه الطبيعية, لذلك أي خلل قد يؤدي إلى تجلط الدم في الأوعية يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان و قد يتسبب في الوفاة في كثير من الأحيان.
هناك عوامل عديدة قد تساعد في الإصابة بأمراض تجلط الدم, منها عوامل مكتسبة مثل الإصابة ببعض أمراض جهاز المناعة, و أمراض القلب, و السرطان, و التدخين.أو عوامل وراثية مثل حدوث طفرة في أحد الجينات المسئولة عن عوامل التجلط .
• تجلط الدم و علاقته بالإجهاض المتكرر:
تعرف أمراض الدم الوراثية المرتبطة بتجلط الدم على أنها الاستعداد الوراثي لحدوث الجلطة نتيجة طفرة في عدد من الجينات و التي تؤدي بدورها إلى حدوث خلل و عدم توازن بين عمليتي تجلط الدم و سيولته.
وترتبط هذه الطفرات بعدد من الأمراض والمشاكل من أهمها الإجهاض المتكرر وهى مشكلة تعانى منها 3% من السيدات .وقد تكون المشكلة لدى احد الزوجين في عدد من الجينات أهمها:
Factor V Leiden , prothrombin , methylenetetrahydrofolate , ( MTHFR)
وتكمن علاقة أمراض تجلط الدم بالمرأة الحامل, في التغيرات الجسدية و الفسيولوجية العديدة التي تطرأ على الأم في فترة الحمل, بالإضافة إلى زيادة معدل هرموني الأستروجين و البروجسترون في الدم و تمدد الرحم, تحدث كذلك زيادة طبيعية في عوامل تخثر الدم والتي تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة من غيرها لمثل هذه الأمراض.
أما إذا كانت المرأة الحامل لديها هذا الاستعداد الوراثي لحدوث الجلطة والناتج عن خلل في احد جينات عوامل التجلط فتزيد نسبة الخطورة في فقد الجنين وتزيد الخطورة حسب الجين الذي حدثت به الطفرة.
وفى بعض الحالات تكون المشكلة عند الجنين حيث تم توريثه احد الجينات المصابة من الأم أو الأب وأيضا في هذه الحالة تكون هناك خطورة في فقد الجنين .
• ومن الدلائل الهامة التي تشير إلى وجود خلل جيني لدى السيدة الحامل:
- ارتفاع في ضغط الدم قبل 34اسبوع من الحمل .
- انفصال في المشيمة.
- ولادة أطفال بأوزان قليلة.
- موت الأجنة داخل الرحم.
وكجميع الأمراض الوراثية فان صلة القرابة بين الأم والأب دائما تعزز فى انتشار الطفرات المختلفة وتريد الاحتمالية فى أن يتلقى الجنين أكثر من مورث مصاب بالخلل.
• التشخيص:
قد يكون من الصعب تشخيص مثل هذه الحالات من خلال الأعراض الظاهرة خلال فترة الحمل لان مثل هذه الأعراض قد تظهر لدى الكثير من السيدات خلال فترة الحمل ودون أن تكون حاملة للطفرة .
ولا يكون التشخيص النهائي إلا من خلال الفحوصات الوراثية والتي تكشف عن الطفرة إذا وجدت وتحدد الجين المصاب .
• العلاج:
يتم تحديد العلاج من قبل الطبيب المعالج والذي يعتمد على نتائج الفحوصات الوراثية لكلا الزوجين .
وفى اغلب الحالات يتم إعطاء السيدة الحامل أقراص من أسبرين الأطفال وجرعات من حقن الهيبارين (LMWH) حيث يبدأ العلاج قبل الحمل ويستمر من 4-6 أسابيع بعد الولادة .وقد تم الحمل بشكل طبيعي لأكثر من 75% لسيدات تم تشخيص الطفرة لديهن واتبعن نظام العلاج المقرر لدى الأخصائي.